السبت، 18 أبريل 2009

عروس


ذهب الصغير برفقة عمته في زيارة إلى بيت جده..
استمتع الصغار بحكايات الأعمام والعمات.
أرهق الصغير الذي لا يكف عن توجيه الأسئلة.. الكبار من أفراد العائلة.
تفتق ذهن العم الكبير عن فكرة يدفع بها الصغير للذهاب للنوم
: ما رأيك يا ولد أن نجوزك؟
الصغير: وأين العروس؟
العم: ليس هناك من مشكلة.. غدا إنزل عالبلد.. وابحث عن عروسك.. وإن وجدتها.. تعال إلينا وسوف نخطبها لك.
راقت الفكرة للصغير.. سارع بالذهاب للنوم
استيقظ الولد قبل العصافير
ارتدى ثيابه على عجل.. وغادر بوابة البيت الكبير في طريقه للبحث عن عروسه
أثاره صوت السكون.. وبدا كأنه يسمع صوت ذاته
كيف يمكن أن تكون عليه عروسه
لابد أن تكون هي.. من يوقظ الطيور!
وأول من تلقي عليها الشمس تحية الصباح.. لتروي بالماء نبتات ريحان اصطفت على شباك غرفتها.
بشرتها.. لابد أن لها لون الحنطة..
ولشعرها ملمس الحرير
أما ضحكتها..
مزيج من كل مافي الطبيعة من همس وصخب.. ملونة كالفراشات.. مشرقة مثل شمس الصباح
مفعمة بحيوية لا تنضب.

استيقظت العصافير على وقع أنفاسه.. ارتفع صوت الزقزقات.. بدت له صاخبة.. تخيلها تنادي على بعضها البعض.. تشير عليه.. وتتساءل عما يبحث عنه الصغير..
بدت البيوت تشرع الأبواب.. وفتيات صغيرات تدفع بالماشية لتنضم إلى قطيع الراعي..
عبق المكان برائحة الصباح
وفاحت رائحة الزعتر والخبز المحمص مع الشاي بالميرمية
أستشعر بالجوع..
سيطلب من عمته أن تعد له عروسة الزعتر بالزيت وكوب من الشاي بالميرمية.. بعد أن يجد عروسه
يتمعن في وجوه الفتيات .. يدقق في كل حركة..
نشرت الشمس ضياءها على بيوت البلدة..
اتخذ مكانه عند شجرة زيتون معمرة.. هل يعود للبيت من غير أن يجد فتاته؟
وسرح…
على صوت مزمار راعي البلدة.. وبنت تربت على كتفه بيدها وتسأل استيقظ
: هل أضعت البيت ولا تعرف كيف تعود إلى أهلك..؟
كاد أن يشهق من الفرحة.. إنها هي.. العروس ..
وقفت الفتاة مشدوهة وهو يركض باتجاه الشرق..
وصل بوابة بيت عمه والشمس تميل للغياب..
أولاد الحارة أنبأوه بغضب العم الكبير وهلع العمات عليه..
: أين كنت ياولد.. قل أولا أين أمضيت النهار؟
صراخ العم الغاضب فاجئه..
: لقد وجدت العروس وعدت لأخبرك كي تذهب لخطبتها..
انقلب الموقف.. وصار عليه أن يسارع في إحضار الماء
فقد شرق العم بالضحك.. وهو يجهد في القول
: يا ولد.. يا ولد.. لا تصدق ما يقوله الكبار!!!

ليست هناك تعليقات: