السبت، 18 أبريل 2009

توهج

نظرإلى ساعته وغادر مسرعا مكتب الاستشارات متجها صوب سيارته.
وردة حمراء تعلقت بماسحة الزجاج أبطأت من سرعته..
بأناة فتح باب السيارة وتناول ملفا وعلبة التبغ وسؤال معلق على الوردة .. أغلق الباب وأشعل لفافة تبغ.
أربكته الوردة وإن بدا لنفسه متماسكا.. جاست عيناه المكان.. يرقب كل من يغادر المكتب بحذر..
لا يليق بمن في عمره أن يبحلق في الفتيات الصغيرات.. لكن من تكون صاحبة الوردة الحمراء!
الفتاة التى تجلس خلف زجاج الاستعلامات.. لا لا.. همس لنفسه: لمحت خاتم زواج في إصبع يدها اليسرى.. هل يمكن أن تكون دعابة من صديقه ؟ لا يذكر أنه تبادل الورود مع أحد من قبل.. لا وقت لديه ولا مال.. العمل والأسرة والأولاد.. ولكن من هي ؟؟؟
أحس بوهج حار رغم برودة الجو.. خلع معطفه.. ألقاه في سيارته وعاد يقف أمام الباب الرئيسي للمكتب..
استوقفه عامل القهوة ولما انتبه إلى شروده.. غادر بصمت!
بقي مسمرا أمام المبنى مدة تجاوزت (إذن المغادرة)
رجع إلى حيث سيارته.. مالت الوردة.. أبقاها حيث وضعتها امرأة ما.. وانطلق بسيارته مسرعا.. لا تحتمل ابنته الانتظار طويلا أمام بوابة المدرسة!
انتهى الشاب من حلاقة ذقنه.. من شباك المطبخ يلمحها كل صباح تقطع الشارع وتلقي بمفاتيح السيارة في حقيبتها وتدلف مكتب الاستشارات.. لم يصادف أن رآها بالقرب من سيارتها..
حالما سمع صوت محرك سيارة يدور.. اندفع باتجاه النافذة مسرعا .. استوقفه صوت أمه تسأل: هل تنتظر أحدا ؟
هز رأسه نافيا وعاد الى غرفته.. حين لم يجد السيارة التي وضع الوردة عليها..
يجزم الآن.. أنها تنظر للوردة تسألها عن شكل الشاب، طويل، أسمر، هل يعمل في مكتب الاستشارات، أم يسكن بالجوار !!!

ليست هناك تعليقات: