. . .
لم يمنع البرد القارص ولا الظلمة الحالكة في تلك الليلة الخوري يوسف الناصر دون الانضمام لأبناء قريته كما جرت العادة في الشهر المبارك.
وزاد من حلكة الليل سماء مثقلة بغيوم أشاعت حرارة بين جموع أهل القرية مستبشرين بموسم طيب، فأضفت أجواء احتفالية بمقدم المطرمع الشهر الفضيل مما ضاعف من متعة السهر في القرية
تدثر أبو راجي بعباءة الصوف وانطلق الى حيث يجتمع أبناء قريته (الرفيد) لا يعتبر المطر والبرد في عرف الفلاحين مصدر إزعاج.. إنه بشارة خير
وتتشارك الرفيد "شمال اربد" مع سمخ وصفد وجبل الشيخ السماء والهواء مثلما كان الخوري (أبو راجي) وإمام المسجد (الشيخ حامد العمري) يتشاركان في تقديم الخدمات لأبناء قريتهما.
كان ذلك في البدايات من قرن مضى.. قبل وضع مخطط سايكس-بيكو قيد التنفيذ
اجتمع أهل القرية من الشيوخ والشباب تلك الليلة في واحدة من بيوت القرية
(عادة..يتفق على المكان في نهاية السهرة أو قد يقوم أحد أبناء القرية بتوجيه الدعوة الى بيته)
دارت القهوة.. وتداولت جموع الفلاحين في تلك الليلة أخبار الزرع والماشية.. واستمعت الى أنباء الحرب.
لأيام مضت
حجبت السماء الملبدة بالغيوم الشمس عن القرية وغاب القمر
وأقعد المرض إمام المسجد عن رفع الآذان.
حار الصائمون في تحديد وقت الافطار والسحور!
في تلك الليلة..وبكل براءة الريف وعفويته تساءل شاب موجها الحديث للخوري: تعلم أن الإمام عافاه الله مريض، والسماء غائمة مما يجعلنا غير قادرين عن تبين غياب الشمس أو شروقها، فهل لك يا أبا راجي أن تقرع جرس الكنيسة في موعد الافطار ؟
راقت الفكرة الحضور من شيوخ القرية وشبابها.. وأبدى الجميع إعجابهم بفطنة الشاب.
في اليوم التالي...
عاد الخوري زميله إمام القرية للاطمئنان على صحته، وأبلغه مستأذناً مطلب الشباب، انشرحت أسارير الإمام، وأثنى على الفكرة بتلقائية ابن القرية .
ذلك المساء.. نادى أبو راجي الصائمين من أهل قريته للإفطار بقرع جرس الكنيسة.. دأب على ذلك طيلة شهر رمضان المبارك، إلى أن سمعت القرية الإمام مكبرا لصلاة العيد!
الرفيد: قرية في الشمال من الأردن
لم يمنع البرد القارص ولا الظلمة الحالكة في تلك الليلة الخوري يوسف الناصر دون الانضمام لأبناء قريته كما جرت العادة في الشهر المبارك.
وزاد من حلكة الليل سماء مثقلة بغيوم أشاعت حرارة بين جموع أهل القرية مستبشرين بموسم طيب، فأضفت أجواء احتفالية بمقدم المطرمع الشهر الفضيل مما ضاعف من متعة السهر في القرية
تدثر أبو راجي بعباءة الصوف وانطلق الى حيث يجتمع أبناء قريته (الرفيد) لا يعتبر المطر والبرد في عرف الفلاحين مصدر إزعاج.. إنه بشارة خير
وتتشارك الرفيد "شمال اربد" مع سمخ وصفد وجبل الشيخ السماء والهواء مثلما كان الخوري (أبو راجي) وإمام المسجد (الشيخ حامد العمري) يتشاركان في تقديم الخدمات لأبناء قريتهما.
كان ذلك في البدايات من قرن مضى.. قبل وضع مخطط سايكس-بيكو قيد التنفيذ
اجتمع أهل القرية من الشيوخ والشباب تلك الليلة في واحدة من بيوت القرية
(عادة..يتفق على المكان في نهاية السهرة أو قد يقوم أحد أبناء القرية بتوجيه الدعوة الى بيته)
دارت القهوة.. وتداولت جموع الفلاحين في تلك الليلة أخبار الزرع والماشية.. واستمعت الى أنباء الحرب.
لأيام مضت
حجبت السماء الملبدة بالغيوم الشمس عن القرية وغاب القمر
وأقعد المرض إمام المسجد عن رفع الآذان.
حار الصائمون في تحديد وقت الافطار والسحور!
في تلك الليلة..وبكل براءة الريف وعفويته تساءل شاب موجها الحديث للخوري: تعلم أن الإمام عافاه الله مريض، والسماء غائمة مما يجعلنا غير قادرين عن تبين غياب الشمس أو شروقها، فهل لك يا أبا راجي أن تقرع جرس الكنيسة في موعد الافطار ؟
راقت الفكرة الحضور من شيوخ القرية وشبابها.. وأبدى الجميع إعجابهم بفطنة الشاب.
في اليوم التالي...
عاد الخوري زميله إمام القرية للاطمئنان على صحته، وأبلغه مستأذناً مطلب الشباب، انشرحت أسارير الإمام، وأثنى على الفكرة بتلقائية ابن القرية .
ذلك المساء.. نادى أبو راجي الصائمين من أهل قريته للإفطار بقرع جرس الكنيسة.. دأب على ذلك طيلة شهر رمضان المبارك، إلى أن سمعت القرية الإمام مكبرا لصلاة العيد!
الرفيد: قرية في الشمال من الأردن
هناك تعليق واحد:
كل عام وانت بخير
إرسال تعليق