الجمعة، 15 سبتمبر 2017

أنا لا أكذب بل أتجمل

بعد غياب ثلاث سنوات التقته، هانفها قائلا بولَََه: اشتقت لك كثيراً، لم أحس بالشوق لأحد كما أحسه الآن لك.
هتفت بدهشة بعد أن اتخذت مكانها في سيارته: ما أجملها، من أين لك بها ؟
 كانت هناك جرة صغيرة بحجم حبة خوخ تعلقت بخيط التف حول مرآة السيارة.
: هل أحببتها ؟ سألها محتضنا فرحتها، وبحركة درامية،
أوقف السيارة وبدأ بفك الخيط، التفت اليها وأحنى رأسه وقال:  جئت بها خصيصاً لك، من رحلتي الأخيرة للهند، آثرت أن أرى لمعان عيناك ودهشتك العفوية، لذلك علقتها في المرآة ولم أغلفها في ورق الهدايا اللامع كما نفعل عادة.
وقفت في الغرفة تبحث عن مكان يليق بالجرة الصغيرة بعد أن رشتها بعطره المفضل.
بعد أيام، في طريقهما الى المقهى الذي اعتادا أن يتناولا قهوتهما، توقفت أرتال السيارات أمام الشارة الحمراء، وبدأ الباعة يطلون من نافذة السيارة واحداً تلو الآخر، باعة الصحف والورد والفراولة، وهما منشغلان في الحديث عن أخبار الأصدقاء والعمل؛ وإذ بسلسلة من الجرار الصغيرة تغطي النافذة، توقفا عن الحديث لبرهة اكتسى وجهها بالدهشة الممزوجة بالعتب وتمتمت قائلة: إنها تشبه الجرة التي أتيت لي بها من رحلة الهند ! لن تتوب عن الكذب. هذا أنت !!!

انطلقت ضحكاتهما وصاحت الزوامير فالشارة خضراء